انتعشت الحركة التجارية في النبطية نوعاً، ما في اعقاب عيد الفطر، وأقيمت البسطات بين الركام ودمار المحلات التجارية، فيما كان المواطنون والموظفون قد قبضوا رواتبهم، من المؤسسات العامة والخاصة والأسلاك العسكرية والأمنية، فتوفرت السيولة لدى الناس الذين تنشقوا الصعداء، حيث أن هذا الانتعاش لم تعرفه المدينة بعد العدوان الإسرائيلي.
في هذا السياق، افترش تجار النبطية بضائعهم بين ركام ودمار السوق التجاري، الذي دمره العدوان الإسرائيلي، ليسترزقوا على أبواب عيد الفطر. وفيما الأسعار تحلق في الأعلى، تراقب مصلحة الاقتصاد في النبطية، من خلال جولات مراقبة تفتيشية، التجار والأسعار، وتنظم محاضر ضبط بحق المخالفين.
في هذا الإطار، يشير رئيس الجمعية التجارية التنظيمية لمدينة النبطية والجوار محمد بركات جابر، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن المدينة تنهض من جديد، لافتاً إلى عودة قوية للحركة الاقتصادية رغم التحديات، ورغم ما تعرضت له النبطية من دمار طال مختلف قطاعاتها، ويضيف: "هي اليوم تثبت من جديد أنها مدينة لا تُكسر ولا تُهزم. فالحركة الاقتصادية عادت لتزدهر، والأسواق استعادت نشاطها كما كانت بل وأكثر، في مشهد يعكس صمود أهلها وإرادتهم الصلبة في مواجهة الصعاب".
ويوضح أن الأسواق التجارية في النبطية شهدت انتعاشًا ملحوظًا، حيث عاد التجار إلى فتح محلاتهم، وتزايد إقبال المواطنين على الشراء، مما ساهم في تحريك العجلة الاقتصادية، موضحاً أن الأمر لم يقتصر على التجارة التقليدية فحسب، بل شهدت المدينة افتتاح مشاريع جديدة في مختلف القطاعات، من المطاعم والمقاهي إلى المحلات المتخصصة، ما يعكس ثقة المستثمرين بالمدينة ومستقبلها الواعد.
ويلفت جابر إلى أن الجمعيات والفعاليات الاقتصادية لعبت دوراً محورياً في إعادة الحركة للأسواق، حيث تم تنظيم مهرجانات تجارية وفعاليات ترويجية، مثل مهرجان "رمضان 2025 – بالنبطية سلتك بالخير مليانة"، من تتظيم الجمعية التنظيمية لتجار النبطية والجوار، الذي ساهم في جذب الزوار والمتسوقين وتنشيط الدورة الاقتصادية، كما أن الدعم المستمر من أبناء المدينة والمغتربين كان له أثر كبير في تحفيز العجلة الاقتصادية، مما عزز فرص العمل وأعاد الأمل إلى نفوس الكثيرين.
وفي حين يشير جابر إلى أن الانتعاش الاقتصادي على الأسواق فقط، بل امتد إلى قطاع الخدمات بمختلف مجالاته، حيث سجلت المطاعم والمحال التجارية نسب إشغال مرتفعة، وبفضل التطور السريع في قطاع التكنولوجيا، شهدت النبطية ازدهاراً في التجارة الإلكترونية، مما وفر فرصاً جديدة للشباب الطموح.
يرى رئيس بلدية النبطية خضر قديح أنه "بفضل تعاون الناس والأهل والفاعليات في النبطية، استعادت المدينة نشاطها والحركة التجارية اليوم جيدة جداً، حيث نلمس زحمة مواطنين في النبطية ليلاً ونهاراً"، ويلفت إلى أن "المدينة استعادت نشاطها وهذا ما نراه في المحلات من اقبال على التسوق".
بدوره، لاحظ رئيس مصلحة الاقتصاد والتجارة في النبطية محمد بيطار انتعاش الحركة التجارية في النبطية، رغم تداعيات العدوان، معتبراً أن "هذا بحد ذاته إصرار على النهوض من بين الركام، وقوة دفع للتجار للتقدم بقوة إلى الامام، لأن أبناء النبطية لا يخافون بل ينطلقون من ضفة اقتصادية إلى أخرآ، ويعاندون المصاعب ويجترحون المعجزات ليكونوا نواة تطور الدورة الاقتصادية وروادها".
ويلفت إلى أن مراقبي وزارة الإقتصاد والتجارة في مصلحة حماية المستهلك في محافظة النبطية قاموا بجولات على محال الحلويات والملاحم والدواجن ومحطات المحروقات، في نطاق مدينة النبطية وبلدات تول الكفور حاروف زوطر الغربية وبلدات برج الملوك والقليعة ومرجعيون، وقد سطروا محاضر ضبط بحق صاحب محل حلويات في بلدة تول، لوجود نقص في الأوزان الصافية، كذلك تم الكشف على ماكينات محطات المحروقات، للتأكد من سلامة الكيل والوسم وإعلان الأسعار، كما تم توجيه إنذارت خطية لبعض التجار بضرورة الإلتزام بالقوانين، تحت طائلة تسطير محاضر ضبط بحق المخالفين".